المحفوظ اعتبر "المنتصر في الخلافات الداخلية مهزوم"

الحويحي: عندما تصمت لغة الحوار تتحدث لغة العنف

 

بني جمرة - خليل عبدالرسول

 

كشف رئيس جمعية الوسط العربي الإسلامي عبدالله الحويحي عن مبادرة للحوار الوطني تقدمت بها جمعيته إلى جنب "المنبر التقدمي" إلى جميع الجمعيات والقوى السياسية، وتركز المبادرة - بحسب الحويحي - على ضرورة الاعتراف بالمشكلة الدستورية والحاجة إلى الحوار لحلها، قائلا: "لقد وضعنا 17 مبدأ تشكل القواسم المشتركة بين جميع القوى السياسية وهي ليست بالضرورة متطابقة ورؤى الجميع بنسبة 100 في المئة، فإذا اتفقنا على 16 مبدأ فذلك يعد إنجازا"، مشيرا بذلك إلى اعتراض أحد المعارضين على تضمين دستور 2002 في المبادئ، واعتراض أحد أعضاء "الشورى" على بند تقليص الصلاحيات التشريعية لمجلس الشورى.

 

وقال الحويحي - في ندوة مشتركة مع رئيس جمعية العمل الإسلامي الشيخ محمد المحفوظ بمجلس الشيخ الجمري الاثنين الماضي بشأن الحوار الوطني - "عندما تصمت لغة الحوار تتحدث لغة العنف".

وأكد المحفوظ أن ليس هناك منتصر ومهزوم في الحوار بشأن الخلافات الداخلية في البلد، موضحا "المنتصر في الخلافات الداخلية مهزوم، فمن ينتصر على من؟".

 

 

الحوار الوطني تواصلا لجهود الجمري

 

وكان الحويحي قد بدأ ورقته بالإشادة بجهود الشيخ عبدالأمير الجمري في الحوار الوطني مذكرا الحضور بزيارته إلى جمعية الإصلاح بالمحرق، قائلا "ساهم الشيخ الجمري في الحوار الوطني من خلال مكانته الدينية والوطنية بكل جرأة وجسارة، فهو أحد أفراد المبادرة التي أخرجتنا من واقع قانون أمن الدولة إلى هذا الانفتاح السياسي النسبي... لقد أطلق الجمري حركة جديدة للتواصل بين الطائفتين عندما زار المحرق ما أسس لضرورة التواصل بين الطائفتين".

مضيفا "أشعر في هذا الوقت بضرورة وجود الشيخ الجمري إلا أن هذه الأرض لن تبخل بوجود مثله، فدعوة الشيخ عيسى قاسم بشأن تأسيس جمعية مشتركة بين الطائفتين دعوة صادقة، ونحتاج إلى التعاون معها والتعامل معها بكل رحابة صدر، وإننا في جمعية الوسط نقف ضد بذرة التفرقة الشريرة ونحاربها، ووقفنا ضد بعض هذه المحاولات في المحرق".

من جانبه ركز المحفوظ في بداية ورقته على "تأصيل ضرورة الحوار، وأن الكون قائم على الحوار، وأن الله سبحانه حاورملائكته وأنبياءه، بل حوار الشيطان أيضا"، مستدلا على ذلك بالآيات القرآنية الداعية إلى الحوار، ومنها قوله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" "النحل: 125".

وتأتي مقدمة المحفوظ عن منهج الحوار في الإسلام "حتى لا نتحدث سياسيا بلا مبادئ" كما قال، مضيفا "إن الرسول "ص" اعترف بحق الآخر، واستطاع أن يبني مجتمعا من مجاميع مختلفة في صحراء وأن يصنع حضارة فيها، وقد بنى الحوار على المساواة بين الناس".

 

 

أولويات واقع الحوار

 

ولخص المحفوظ أولويات الواقع التي ينبغي أن تتصدر الحوار الوطني فيما يأتي، الأولى: مشاركة الناس في الحوار وصوغ القرار السياسي والاقتصادي والثقافي، بالرجوع إلى دستور عقدي بينهم وبين الحكم، إذ لا يمكن بناء مجتمع من دون الناس، مشيرا إلى أن الرسول "ص" أشرك الناس في بناء المجتمع، وأن الأنبياء لم يكونوا متسلطين على الناس، قال تعالى: "لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ " "الغاشية: 22"، ونحن ننتمي إلى دين الجماعة والأمة، القضية ليست قضية مقاطعة أو مشاركة، بل هي قضية ثقافية فكرية.

الأولوية الثانية هي التمنية، متحدثا عن المشكلات التي يعيشها المواطن في السكن والفقر والبطالة والتعليم، مشيدا بالقدرة الاقتصادية التي بناها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد - بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معه - إذ استدل ببناء الرسول "ص" على عنصرين هما: المسكن والمال، وهما أبرز مشكلتين في مجال التنمية.

أما الحويحي فقد وضع أربعة مبادئ بشأن موقفه من وضع الساحة الراهن: "1" من حق كل مواطن، ومن حق كل القوى السياسية التعبير عن آرائها بالوسائل السلمية التي أقرها الميثاق والدستور. "2" نتحفظ على اعتقال البعض من النشطين في العريضة "الدستورية"، ذلك حتى لو كنا مختلفين مع العريضة من حيث المحتوى. "3" يجب أن نلتزم القانون ونحترمه حتى لو اختلفنا معه، فهناك الكثير من القوانين المتخلفة. "4" على النظام أن يدرك بأنه لا عودة للخلف، وأن الشعب أدرك بأنه لا يريد الملاحقات الأمنية، وقد أثبت وعيه من خلال ممارساتها السلمية خلال العامين الماضيين.

 

 

منغصات الحوار ومبادئ المبادرة

 

كما عرض رئيس جمعية الوسط لما أسماه "منغصات تعوق استمرار الحوار"، وهي باختصار: "1" عمليات التصعيد والمواجهة، سواء من خلال الشارع أو كتابات الإنترنت أو التصريحات. "2" ضعف الثقة. "3" محاولة الاستقواء بالأجنبي على الداخل، كمثل ما عرف بتدويل القضية الدستورية، فالكثير من النواب استجابوا للتعديلات الدستورية ولكن لم يلجأوا إلى الخارج. "4" مشكلة الانظمة العربية أنها تتراجع عن المكتسبات، كما أن عليها أيضا أن لا تستقوي بالأجنبي على الشعوب، مذكرا بالتجربة الإيرانية التي أطاح فيها الشعب السلطة التي امتلكت الدعم من القوى الاستكبارية. "5" الاعتراف بالمؤسسات التشريعية القائمة التي يؤمن بها جزء كبير من الشعب.

وعن المبادئ التي تضمنتها مبادرة "الوسط العربي" و"المنبر التقدمي" بشأن الحوار الوطني ذكر منها 6 مبادئ هي: 1- نظام الحكم "كما ورد في الميثاق والدستور"، النظام ديمقراطي والسيادة فيه للشعب، ضمان حق التعبير، نبذ العنف وتغليب منطق الحوار، مرجعية دستور73 والميثاق ودستور ،2002 الوحدة الوطنية.

وأكد الحويحي ضرورة الحوار المستمر قائلا "نحن لا نريد أن نكون في عملية إطفاء حرائق"، في إشارة إلى كون الحوار بين القوى السياسية والحكم لا يبرز إلا وقت الأزمات فحسب.

ومن مداخلات الحوار دعا السيد حيدر الستري إلى "الأخذ بإجماع الأمة"، فيما قال الناشط في القضية الدستورية عبدالعزيز أبل "هناك فئة تشعر بأنها فوق الحوار وتتكلم ولا تريد للآخر أن يقول رأيه، فأول شرط للحوار الوطني: ينبغي أن يكون أطراف الحوار أكفاء وبشكل متواز، وهذا ما ينبغي أن يدركه الحكم".

 

 

 

هذا المقال من صحيفة الوسط

http://www.alwasatnews.com