كلمة المهندس السيد مجيد السيد علي في الندوة المشتركة تحت عنوان:الوفاق التحديات والآفاق
مقدمة لا بد منها:
العمل السياسي في البحرين:

يمكن اعتبار فترة الخمسينات هي فترة بلورة العمل السياسي:

 

* المحطة الأولى:

-         الطابع العام والحركة، القومية، تأثر بأجواء الدول العربية وكذلك عودة طلاب من الجامعات العربية.

-         الباعث: حركة التحرير ضد المحتل المستعمر.

* المحطة الثانية: "65"

-         نزوح الحركة القومية إلى اليسارية ظروف معيشية لطلبة العمال الذين شكلوا قطاعاً كبيراً في تلك الفترة.

أهم المعالم:

1.     تأثر قطاع محدد بالحركة.

2.     محاصرة الأيديرلوجية المحركة في مجتمع محافظ متدين.

 

* المحطة الثالثة: السبعينات

-         الاستفتاء العام: موقف كافة فئات الشعب ضد أطماع الشاه وتثبيت حكم آل خليفة.

-         الاستقلال.

-         الحياة النيابية "73 – 75"

أهم المعالم:

1.     الظهور الأول لعناصر التيار الإسلامي الشيعي على المسرح السياسي.

2.     الصيغة العامة: التأثر بحركة ضرب الدعوة الإسلامية في الطرق كون الرموز طلاب علم في النجف.

* المحطة الرابعة:

حل البرلمان ( 75 ) وتفعيل قانون أمن الدولة:

-         أستهدف التيار اليساري وضربة بقوة وبدأت رحلة المنافي والأبعاد للرموز المعارضة للحكم.

* المحطة الخامسة: "79 – 80"

-         نجاح الثورة الإسلامية في إيران وظهور الخطر الإسلامي الإيراني .. وإطلاق شعار تصوير الثورة.

أهم المعالم :

1.     التعاطف الكبير في الوسط الشيعي ( لأسباب منطقية ) العلماء.

2.     تأثر الحركة الإسلامية بالثورة.

3.     اتهام الحكومة لمجموعة شيعية بمحاولة انقلاب.

4.     قرار عدم الثقة في أبناء الطائفية الشيعية.

5.     تفعيل ذلك في صورة تمييز مذهبي على كافة المستويات.

* المحطة السادسة:

-         غزو الكويت من قبل صدام تم التحرير  ( 91 ).

-         شكل صدمة لحكومات دول الخليج ومراجعة شاملة.

* المحطة السابعة:

-          قيام الفعاليات السياسية في الداخل بالتحرك لاستثمار الظروف الجديدة لتحريك الواقع السياسي الراكد.

أهم المعالم :

1.  مشروع العريضة النخبوية ثم العريضة الشعبية المطالبة بقائمة الإصلاحات المعروفة، ورفض الحكومة لاستلامها واستهداف القائمتين عليها.

أهمية المشروع:

-    مشاركة كافة الفعاليات السياسية الفاعلة في التوقيع عليها وتبنيها – الظهور الأول للحركة الإسلامية السنية في مشروع معارض للحكومة.

* المحطة الثامنة:

اندلاع الأحداث في عام "94" وتطوره إلى حالة الانتفاضة أهم المعالم :

1.     انسحاب الطرف الإسلامي السني من الساحة.

2.     انكفاء الأطراف اليسارية.

3.     حصر الحركة في المناطق والمجاميع الشيعية.

4.    لصق تهمة الطائفية للحركة المطالبة بالإصلاح.

أهم المعالم:

1.           ظهور الشيخ الجمري لقيادة الساحة بدون منازع.

2.           بروز قيادات شعبية من الصنف الثاني ( طلاب علم من إيران ).

3.           ظهور أعداد من الناشطين الأكاديميين وبقايا الحركات.

4.           ظهور شريحة الشباب الميدانيين ( وقود الأحداث ).

5.           الالتفاف الشعبي والتعاطف الكبير.

6.           إطلاق يد القمع ضد الحركة.

7.           سقوط الكثير من الشهداء.

8.           اعتقال الآلاف من الشباب.

9.           دخول المرأة محنة السجون السياسية لأول مرة في دول الخليج.

10.       استخدام سلاح الأعلام العالمي بشكل غير مسبوق ( مهمة حركة أحرار البحرين في الخارج ).

 

* المحطة التاسعة:

-          وفاة الأمير الراحل ومجيء الملك حمد إلى سدة الحكم

أهم المعالم :

1.     إطلاق سراح المعتقلين

2.     السماح بعودة المبعدين والمهاجرين

3.     السماح بهامش كبير من حرية التعبير والعمل السياسي العلني

 

* المحطة العاشرة:

-          مرحلة العمل السياسي فوق الأرض وبروز الحاجة إلى تقنين العمل وترشيده ليتناسب مع المرحلة الجديدة.

-          طرح فكرة ضرورة قيام جمعية سياسية لاحتواء الطاقات العاملة المتبعثرة على الساحة .

 

ولكن ما هي تلك الفعاليات السياسية المعنية:

في تلك المرحلة يمكن رصد ما يلي :

1.            القيادات الدينية الروحية التقليدية ومكانتها الشعبية.

2.            القيادات الدينية الحركية في الداخل والخارج.

3.            رموز الحركة الطلبية.

4.            رموز حركة الانتفاضة ( ما سمى لاحقاً بجماعة المبادرة ).

5.            حركة أحرار البحرين في لندن.

6.            طلاب العلوم الدينية في إيران.

7.            الأكاديميين والمتفوقين الذين تفاعلوا مع الأحداث.

8.            مجاميع الشباب التي تصدت وقاست الكثير.

9.            قطاع كبير من المواطنين  المتضررين.

10.        الاتجاهات السياسية الأخرى العاملة في الساحة.

* المحطة الحادية عشرة:

-          انطلاق فكرة الجمعية: من خلال مجموعة حاولت أن تضم كل ألوان الطيف السابق.

 

وهناك برزت الفكرة النموذجية:

جمعية تجمع كل فئات الحركة السياسية الوطنية الإسلامية

 

وهنا أبرز التقييد الأول:

  1. التوجه الإسلامي ( وليس المسلم ).
  2. وبذلك اشتدت الحركات والتوجيهات الوطنية الغير إسلامية.

 

وبقى الخيار الإسلامي: السني والشيعي.

التيار الإسلامي السني:

  1. له مؤسساته القائمة والفاعلة.
  2. تعاظم الفجوة بين الطائفتين نتيجة لسياسة التمييز المذهبي.
  3. التقارب والتناغم مع الحكم علاقة تقليدية.
  4. علاقة الريبة والتوجس المتبادلة.

 

وهنا نرى أن الإسلامي السني لم يكن لحاجة إلى الانضمام إلى الجمعية ومن لم يكن إسلامي في الوسط السني استوعبته الجمعيات العلمانية الأكثر استقطاباً في الوسط السني.

 

وبذلك : أنحصر الانتماء إلى الجمعية بالطيف الإسلامي الشيعي !!

 

وهذا أول تحجيم وأهم مؤاخذه على جمعية وفاق وطني إسلامية.

 

لتمسي جمعية طائفية. ..

 

وفي الإطار الشيعي الذي انكفأت فيه : هناك أيضاً ظواهر جديرة بالملاحظة :

1.     ظهور شخصيات ورموز لا تؤمن بالجمعية أو العمل المؤسساتي وتحرص على بقاء حالة التيار العام الذي واكب فترة المواجهات.

2.     تحسس القيادات الدينية الكبيرة لفكرة الجمعية لتلازمها لفكرة الأحزاب الحساسة في أجواء علماء الدين والحوزات.

3.     ظهور أفراد ورموز قيادية لا ترضى بدخول جمعية أو مؤسسة وترى أنها اكبر من ذلك وان ذلك تحجيم لها لا يمكن أن تقبله.

4.           فكرة الجمعية تعني تخلي بعض الأطراف عن الكثير من الامتيازات المكتسبة ولذلك لا يمكن تبديلها.

5.           غياب النمط المؤسساتي في أوساط العناصر الحركية.

6.           ظهور طبقة تؤمن بأنها أولى باستحقاقات المرحلة السابقة وبالتالي فهي أولى بالمراكز المتقدمة.

7.           ارتباط الكثير من العناصر بحركاتهم التاريخية وصعوبة التخلي عن ذلك في سبيل إنجاح عمل الجمعية الجامعة.

8.           تأصل ظاهرة الشللية وصعوبة الاندماج مع الأطراف الأخرى.

9.           بروز الشخصانية لدى البعض نتيجة لأجواء التعاطي الشعبي والهياج العاطفي التي سادت سابقاً.

10.       النظرة الدونية لبعض الأطراف الأخرى بحجة أدوارهم وعطائهم في المراحل السابقة.

11.       تفش ثقافة الإقصاء والحرق من قبل البعض لما اختلقوا معهم.

12.       قراءات متباينة ومتقاطعة للخطاب والأداء الحكومي وبالتالي تضارب الرؤى.

13.       بدأ مرحلة تصفية الحسابات والتصفيات السياسية في مرحلة متقدمة.

14.       ظهور الشعور القومي والتمايز العرقي على حساب الأخوة الإسلامية الجامعة.

15.       اختلاط المعايير حيث استبعدت عناصر إسلامية دعيت عناصر مسلمة مما تسبب في الكثير من الإرباك لاحقاً.

16.       بدأت بوادر تفكك حركة أحرار البحرين وكان لذلك أسقطاها على ظروف التشكيل.

17.       تثبت فكرة وصاية العلماء على الجمعية، وبذلك حدث ارتباط يصعب تفكيكه.

18.       تبلور فكرة أن الجمعية تمثل الجميع وان الجميع يتبعون الجمعية مما ساهم في ترتيب حسابات غير واقعية.

 

في هذه الأجواء وتحت هذه الظروف تم انتخاب أول إدارة للجمعية ..... فكيف كان أداءها

 

هذا ما سيتطرف له الأخ الفاضل ....

 

العمل المؤسسي

الجمعية أردناها أن تكون مؤسسة ، ولكي تكون أي مؤسسة ناجحة بشرط أن تتوفر لها وفيها العناصر السياسية التالية :

 

أولاً : عناصر أساسية أولية :

一.  الاستراتيجية أو الرؤية والتي يجب أن تكون :

1.     محددة وواضحة المعالم.

2.     أوصلت بشكل جيد للآخرين.

3.     مفهومه ومهضومة من قبل جميع الأطراف.

 

二.  تنفيذ الاستراتيجية ( طريقة العمل وأسلوب التنفيذ )

1.     العمل على تحقيق مصالح المعنيين.

2.     تجنب إزعاج الأطراف الأخرى.

3.     تجنب الدخول في أنشطة غير منسجمة أو ليست جزءاً من الاستراتيجية.

 

ج . الثقافة السائدة في المؤسسة :

تعاون، تآخي، تشجيع،  تكاتف أو استئثار ، تعالي، تصادم، ريبة.

 

الهيكل الإداري الناجح :

1.     تأصيل عمل الفريق.

2.     لا تعدي على صلاحيات ... الخ.

3.     وضوح الأدوار.

 

ثانياً : عناصر ثانوية مكملة :

一.  الكفاءات : توظيف الكفاءات والبحث الدائم عنها

1.     الأفكار المبتكرة للعمل : البحث والتطوير

2.     القيادة : تمارس دور القيادة وليس الإدارة

3.     الشركة المدروسة مع الأطراف الأخرى

 

أهم التحديات :

 

 

1.     العلاقة مع الدولة و أجهزة الحكم : حلقة اتصال مباشرة مفقودة حالياً ويجب العمل السريع على إيجادها.

 

2.  غياب البرنامج وضرورة إنزاله من رؤوس من يقول انه موجود للتصويت عليه وتبنيه والعمل على تفعيله على كل المستويات.

 

3.  ضرورة العمل على إعادة تأهيل الذهنية والنفسية للتعاطي مع المرحلة المختلفة تماماً عن سابقتها والتي تتطلب الكثير من الذكاء و الحنكة والصبر.

 

4.  العمل على تفتيت مظاهر الشخصانية والشللية الموروثة من أجواء الظروف الأمنية الضاغطة الانفتاح على الآخرين.

 

5.     استقطاب واستثمار الطاقات والكفاءات في المواقع والتخصصات المختلفة.

 

6.     تفعيل دور المرأة التي أعطت الكثير في المرحلة السابقة.

 

7.     التعاطي الجماهيري بكل تبعاته.