|
أساءت وخلطت بين المرجعية الدينية والولاء
الجودر: لا يمكن تبرير تصريحات الرئيس المصري
14-4-2006م
بني جمرة محرر الشئون المحلية
ذكر عضو مجلس بلدي محافظة المحرق وخطيب الجمعة بجامع طارق بن زياد الشيخ صلاح الجودر أن «الرئيس المصري ليس جاهلا عن منطقة الخليج لكي نبحث له عن المبررات، ونحن لا ننكر أن للشيعة مرجعيات دينية خارج بلدانهم وكذلك السنة وهذه من حرية الاعتقاد»، مشيرا إلى انه «عندما يخلط بين المرجعية والولاء فهذا خطأ، ولماذا هذا التصريح في هذا الوقت بالذات؟».
وأضاف «نحن نحاول أن نحتوي الساحة لكي لا يفتك بها تصريح الرئيس المصري». مؤكدا «عدم تقسيم المجتمع، على رغم أن هذا التصريح أثار المشاعر وهو ليس غافلا عن وجود مرجعيات شيعية وقد أخطا خصوصا في حق شعب البحرين». جاء ذلك خلال رد له على مداخلة في ندوة له بمشاركة السيد كامل الهاشمي في مجلس الشيخ الجمري بعنوان «الوحدة في جوهر دعوة الرسول (ص)».
وذكر الجودر في ورقته «في شهر ربيع الأول من كل عام يستعذب الحديث عن الرسالة المحمدية وأهدافها السامية في تأكيد الأخوة وجمع الكلمة والدعوة للتعاون مع كل الناس الذين تجمعنا بهم الأخوة، سواءً أخوة الدين أو أخوة الخلق كما قال الخليفة الراشد علي بن أبي طالب (رض)»، مشيرا إلى أن «العرب كانوا قبل بعثة النبي في ظلام دامس، وجهل مطبق، فلا وزن لهم في العالم ولا مكانة، والسبب كثرة النزاعات والعصبيات التي كانوا عليها، فهم قبائل متفرقة، يعبدون الأصنام، ويأكلون الميتة، ويقترفون الفواحش، ويسيئون الجوار، ويقطعون الأرحام، يأكل القوي منهم الضعيف، حياتهم فرقة واختلاف، تستعر نار العداوة بينهم لأتفه الأسباب»، مضيفا «فأرسل اللهُ تعالى إليهم رسولاً من أنفسهم، يعرفون حسبه ونسبه، صدقه وأمانته، فأخرجَ الله به العباد من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد (...)».
وأضاف أن «النبي (ص) أسس بعد ذلك المجتمع الفريد من نوعه على قواعد متينة قائمة على التعاون والترابط، ففي مكة قبل الهجرة وفي سنوات البعثة الأولى آخى بين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي من جهة وبين بلال وعمار وصهيب وسلمان الفارسي، فألقى التميز الطبقي والعنصري بين الصحابة، وفي دخل المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار في السكن والتجارة والزوج، وآخى بين الأنصار والأنصار وحقن الدماء بين الأوس والخزرج»، مشيرا إلى أن «الوشيجة جمعت الناس في المجتمع المحمدي، ليست وشيجة الدم والنسب، وليست وشيجة الأرض والوطن، وليست وشيجة القوم والعشيرة، وليست وشيجة اللون واللغة ولا الجنس والعنصر، إنما هي وشيجة الأخوة، فما بالكم إذا اجتمعت وشيجة الأخوة مع العقيدة واللغة والأرض والوطن». موضحا «ومع أن الاختلاف بين البشر ظاهرة طبيعية وأن الشارع الحكيم قد أخبر أن الاختلاف واقع في هذه الأمة قَدَراً، لكن هذا لا يعني الاستسلام للخلاف وعدم المحاولة في إزالة أسبابه، فنحن مطالبون شرعاً بالاعتصام والائتلاف، ونبذ الفرقة والاختلاف». ذاكرا بعض الخطوات لعلاج الفرقة هي «الاعتصام بالكتاب والسنة، والتثبت والتبين فيجب التثبت قبل أطلاق الأحكام على الناس، بالإضافة إلى الحوار الهادئ في الأمور المختلف فيها، وحسن الظن بالطرف الآخر، والإخلاص في تحري الحق، والكلمة الطيبة تساهم إلى حد بعيد في إحياء الأمة وتجاوزها أسباب الخلاف»، مؤكدا انه «يجب إعادة قراءة الحوادث والسعي الحثيث لمعالجتها من خلال السعي لتأكيد أهمية الوحدة الإسلامية والوطنية بين جيل الشباب، ودراسة ظاهرة الغلو والتشدد والتنطع الديني، بالإضافة إلى التأكيد على حرية التعبير لكل فرد في المجتمع دون مصادرة لرأيه، والسعي لإنشاء مركز للحوار الوطني من أجل توسيع دائرة المشاركة والحوار وتبادل الأفكار بين جميع الطوائف والتيارات، والتحرك الجاد من العلماء والقادة السياسيين من أجل ضمان الوحدة الوطنية».
إلى ذلك أجاب السيد كامل الهاشمي في ورقته على سؤال عنون به ورقته وهو (على أية قاعدة مشتركة نتوحد؟)، مشيرا إلى أن «الآيتين 92 و93 من سورة الأنبياء والآيات 51 و52 و53 من سورة المؤمنون يمكن أن تعيننا النصوص القرآنية السابقة على فهم ما نحن بصدد الإشارة إليه والتنبيه عليه من محاولة البحث عن قاعدة علمية أو عملية مشتركة نحاول نحن المسلمين التوحد عليها وبناء توافقات اجتماعية»، موضحا أن «من شأن هذه التوافقات أن تخرجنا من فوضى التمزق والتشتت والتناحر والاختلاف».
استعرض بعدها الهاشمي رؤى عدة يمكن التوحد عليها، مؤكدا أن «الرؤية الأولى والقائمة على التوحد على الدين هي رؤية بعيدة عن الواقع، لأنه بلا شك أن الدين أضحى في حياة المسلمين سبب المشكلة ومثار الاختلاف والتباين بينهم فلا يمكن أن يكون سببا للتوحد واجتماع المواقف وهو ما ألمح إليه الحديث». مستشهدا بحديث ورد في كتاب الدر المنثور للسيوطي في الصفحة 155 ونصه (أخرج الحكيم الترمذي عن عمر ابن الخطاب قال أتاني رسول الله (ص) وأنا أعرف الحزن في وجهه فأخذ بلحيتي فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون أتاني جبرائيل آنفا فقال إنا لله وإنا إليه راجعون، قلت أجل: فإنا لله وإنا إليه راجعون فمم ذلك يا جبرائيل فقال: إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من الدهر غير كثير، فقلت: فتنة كفر أو فتنة ضلالة؟ قال: كل ذلك سيكون، قلت ومن أين ذاك وأنا تارك فيهم كتاب الله؟ قال: بكتاب الله يضلون، وأول ذلك من قبل قرائهم وأمرائهم، يمنع الأمراء الناس حقوقهم فلا يعطونها فيقتتلون وتتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون، قلت: يا جبرائيل فبم يسلم من سلم منهم، قال بالكف والصبر إن أعطوا الذي لهم أخذوه وإن منعوه تركوه).
هذا المقال من صحيفة الوسط