في ندوة له بمجلس الشيخ الجمري... السفير العراقي:

من حق العراق إقامة علاقات مع أميركا وبقاء قواتها فيها

2-2-2005م

بني جمرة أحمد الصفار

اعتبر السفير العراقي في البلاد غسان محسن حسين أن "من حق العراق الذي خضع للحصار لفترة تجاوزت عقدا من الزمان، أن يقيم علاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، مثلما تقيم سائر الدول المجاورة علاقات معها".

وأشار لدى حضوره مجلس الشيخ عبدالأمير الجمري أمس الأول، للتحدث بشأن الانتخابات العراقية، قائلا: "هدفنا هو تقديم مصلحة الشعب العراقي، وعلاقتنا بأميركا يجب أن تكون وفق هذه المصلحة، وقرار مجلس الأمن يحدد كيفية وجود قوات التحالف، وآلية خروجها من العراق"، منوها بأن ذلك جاء "بعد طلب من قبل رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي من خلال وجود القوات متعددة الجنسيات، فمن مصلحة العراق أن لا تخرج هذه القوات حتى تستكمل بناء الجيش وقوات الشرطة، وإعداد الأجهزة الرسمية".

وبالنسبة إلى احتمال تزوير نتائج الانتخابات التي جرت، أكد أن "الحكومة ليست لديها سلطة في ذلك، فالمفوضية العراقية القائمة على الانتخابات لا تخضع للحكومة المؤقتة، وهي تشرف بالتعاون مع المفتشين الدوليين على الحملة الانتخابية، فالعملية ليست عشوائية، خصوصا في ظل وجود تدابير احترازية مثل الحبر السري الذي يطلى به إصبع كل من قام بالتصويت".

وعن سؤال وجه إليه وهو: لماذا لم يتم تأجيل الانتخابات حتى يتم إقناع الطائفة السنية بالمشاركة، أجاب قائلا "من كان يفكر في التأجيل كانت له مسبباته، ومن خالف هذا التأجيل أيضا كانت له مسبباته، فهناك قوائم تقدم بها مرشحون من أهل السنة مثل قائمة "عراقيون"، وقائمة عدنان الباجه جي، وقائمة الإئتلاف العراقي، ولكن بعض المناطق التي كانت بها عمليات عسكرية وتمركز فيها الإرهابيون، دعت لعوامل حقيقية تمنع المشاركة الفعلية، فقد خضعوا لتهديدات حقيقية وواقعية، فمن دعوا إلى التأجيل كانوا يعتقدون أنه إذا زال التهديد فإن المشاركة ستكون أوسع".

ورأى أن "الانتخابات لو تأجلت فلن يكون هناك ضمان لتحسن الأوضاع الأمنية، فالوضع الأمني في العام 2003 أفضل مما هو عليه في العام ،2004 فتطور الأمور لا يدل على تحسن الوضع الأمني".

وأضاف "كانت هناك معطيات أخرى أيضا، عدى الوضع الأمني، تدعو إلى إجراء الانتخابات في موعدها، منها قرب حلول فصل الشتاء على العراق، وما سينتج عنه من تساقط للثلوج، ما سيشكل صعوبة في وصول الناخبين لصناديق الاقتراع.

وعمن يقف خلف الزرقاوي وأتباعه في التهديدات التي يوجهها من حين لآخر للعراقيين بشن هجمات على كل من يتجه إلى صناديق الاقتراع قال حسين: "الأجهزة الخاصة والمخابرات والأمن وبقايا النظام السابق تعمل لخدمة الحركة الإرهابية والتكفيرية، فهناك تعاون بينها وبين الزرقاوي وجماعة محمد"، مشيرا إلى أن "أولئك يقصدون الأهداف السهلة التي يمكن ضربها، ومنها العاملون في مجال البعثات الإنسانية، فقد وصل بهم اليأس إلى حد قتل الأبرياء وترويعهم للعودة إلى الحكم مرة أخرى".

وسأل في الوقت ذاته "من منا يقبل أن يستأسد على إمرأة عجوز أو طفل صغير ليهدده بالسلاح؟ فهذه كلها أساليب يتبعها الجبناء"، كاشفا أن "38 هجوما تم شنه على مراكز الاقتراع أسفر عن استشهاد 30 شخصا وجرح 96 آخرين، والواقع يدل على حدوث تفجيرات في كل يوم، إلا أنه على رغم ذلك، خرج الشعب العراقي بكل طوائفه و مشاربه للتصويت، فسارت العملية وفق ما خطط لها سلفا".

ونوه بأنه في الوقت الحالي يجري فرز الأصوات في داخل العراق وخارجها، إذ تخضع العملية لشفافية مطلقة من قبل المراقبين والكيانات السياسية، وهي خطوة ليست نهائية ولكنها الأولى في العملية الديمقراطية تتبعها خطوات أخرى لاحقة.

وتعليقا على ما يكتبه بعض الصحافيين المحليين في أعمدتهم، قال "كتاب الأعمدة البحرينيون ممتازون جدا، إلا أن البعض منهم بقى مثلما هو لم يتغير"، مؤكدا سعيه "إلى لقاء مجموعة من الصحافيين المحليين ممن لديهم رؤية خاطئة عن واقع الساحة العراقية، ولكنهم يرفضون ذلك"، داعيا جميع الصحافيين في البلاد لأن "يكونوا سفراء للعراق".

 

هذا المقال من صحيفة الوسط

http://www.alwasatnews.com