رؤية مقارنة بين المقاطعة والمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة

لسماحة الشيخ سعيد النوري

 

بتاريخ 12 أغسطس 2002

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد آله الطيبين الطاهرين

موضوع الليلة وهو مقارنه مع الانتخابات البرلمانية حيث تعيش البحرين في مرحلة حرجه ودقيقة وتتطلب التفكير العميق وبعد النظر والتشاور بين نخب و مفكرين الأمة المخلصين وتتطلب إطلاع الأمة.

أعوذ بالله من الشيطان الغوي الرجيم   بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ومهتدانا ونور هدايتنا آبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين السلام عليكم أيها الأخوة الأعزاء ورحمته الله وبركاته في البدء نقرأ الدعاء لسماحة العلامة المجاهد فضيلة الشيخ عبد الأمير الجمري نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بالشفاء العاجل والعافية التامة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرده إلى أبنائه ووطنه سالما معافاً إنشاء الله تعالى.

ونحن في رحاب الشيخ الجليل اعتقد بأن الكلمة يجب أن تكون محسوبة والنقاش يجب أن يكون عاليا والحوار يجب أن يكون موضوعيا، ولذلك فإن هذه المشاركة المتواضعة التي نحاول من خلالها أن نسهم في تعميق أجواء الحوار البناء والموضوعي، هذه المساهمة أيها الأخوة الأعزاء لا تستهدف إطلاقا مصادرة فكرة ولا تستهدف إطلاقا قمع أي فكرة وإنما نريد من خلال هذه الحوار أن نضم الفكرة إلى الفكرة من أجل أن نخرج بفكرة أفضل.

هناك مقدمة بسيطة قبل أن أدخل في عرض حجج المشاركة و حجج المقاطعة:

أيها الأخوة الأعزاء الأمم والمجتمعات في بعض المقاطع التاريخية من تاريخها السياسي تعيش لحظات خاصة هذه اللحظات التاريخية تثير أجواء من الضبابية و من الغموض لأنه الأشياء تصبح لها أكثر من جهة وأكثر من بعد لأن الأمور تتداخل فتصبح الرؤيا صعبة وتصبح قضيه الفرز أصعب في مثل هذه الظروف وأنا لا اقصد أي جهة معينه وإنما أريد أن أنظر لحالة عالمية لا تخص البحرين.

في مثل هذه الظروف تبرز شخصيات وتيارات تصاب بالإرهاق السياسي والإرهاق المعنوي فتحاول أن تنظر إلى هذا الواقع من خلال إرهاقها النفسي وهذه مشكله كبيرة عندما يفكر الإنسان انطلاقا من نفسيته كما حدث في القضية الفلسطينية عندما تعب فصيل من فصائل التحرير الفلسطيني تعب معنويا ونفسيا وأعتقد أن الأفق تحريم قد انسد، فحاول أن يُنَضِّم القضية الفلسطينية من خلال حالة الإرهاق والتعب الذي يشعر بها وتوجه هذا وجهات نظر تتسم أحيانا بحيوية النظر حيث تنظر إلى جانب وتتناسى الجوانب الأخرى وتبرز أحيانا النظرات قصيرة المدى التي لا تنظر إلى الأفق البعيد وإنما تحاول أن تتقوقع في اللحظة الحاضرة التي تعيشها وتبرز. في هذه الأجواء الشخصيات المصلحية التي ترى بأن اختيار هذا الجانب يحقق لها مصالح خاصة فتقرر أن تنظر لهذا الخيار وهذا الجانب في مثل هذه الظروف.

أيها الأخوة الأعزاء الأجواء التي يعيشها هذا الوطن المبارك تبقى الكلمة الموضوعية التي تحاول أن تقارن الحجج المتفردة وتقدم رؤيا تكاملية شمولية مستوعبة لكل أبعاد النشر والصورة والكلمة التي تنير لأنه الخاسر الأكبر في هذه الأجواء هم الجمهور العام الذي تصبح الصورة أمامه ضبابية وغامضة، أقول في مثل هذه الظروف تصبح الوقفات الموضوعية المقارنة الشمولية التي تنظر إلى الأفق البعيد كما تنظر إلى الأفق القريب اعتقد هذه الوقفات تصبح  فريضة اجتماعية.

الوقفة الثانية التي أريد أن أشير لها، أقول للأسف في الفترة السابقة لم تتحقق حالة الحوار المتبادل، والسبب، وأحد الأسباب الرئيسية هو أن الأخوة الأعزاء الذين يميلون للمشاركة كان أداءهم النظري والعملي لم يكن بالمستوى المطلوب، فلاحظنا أن حججهم لم تكن بالمستوى المطلوب.

وحتى على المستوى العملي بعض الأخوة مارس التقية، وهذا ما كان ينبغي أن يمارس، ولم تكن هناك وقفة شجاعة.

في الطرف الآخر كان أداء الأخوة الذين تبنوا المقاطعة كان أداءهم جيدا. وكانت حججهم حججاً قوبة.

أقول أن نسبة كبيرة تميل للمقاطعة لوجود معطيات واقعية تضطر الناس للمقاطعة.

كما أن الأداء الضعيف لمن يريدون المشاركة ساهم في هذا الوضع.

لذلك من خلال هذه الندوة سأحاول أن أمثل رأي المشاركة، سأقوم بدور من يؤيد المشاركة، وسوف أعرض كل الحجج كاملة، ثم أعرض حجج المقاطعة، ثم أناقش حجج المشاركة.

أولاً حجج المشاركة، الحجة الأولى وهذه حجة قديمة، أقصد أنها كانت قوية قبل الانتخابات البلدية، وهي وجود مخاوف جدية من عدم تجاوب الناس مع المقاطعة، وهذا سوف يسبب حرج شديد، وإضعاف سياسي وإعلامي، هذا كان مطروح قبل الانتخابات البلدية.

2)هناك مخاوف من انعدام التأثير السياسي للمقاطعة، أن المعارضة والإسلامية بالذات لو اختارت المقاطعة فلن يكون لهذه المقاطعة تأثير مما يؤدي لتهميش المعارضة. يعني إشكالية التهميش، إذاً يجب أن نشارك.

3)المعارضة تحتاج للدخول في المعترك الانتخابي واكتساب الخبرة وبناء كوادر سياسية، إذاً البعض يطرح أننا نحتاج للخبرة، وبناء الكوادر على مستوى البلديات وعلى مستوى البرلمان.

4)المشاركة سوف تتيح للمعارضة استثمار المساحة الموجودة من الحرية، لا سيما من ناحية الرقابة، ومساءلة الدولة.

5)هناك خوف من وصول شخصيات غير مؤهلة دينيا من الوصول للبرلمان، مما يجعله يمرر قوانين في غير صالح الشعب، إذاً يجب أن نشارك، لكي لا نترك فراغ.

6)هناك تحسس كبير لحجم الإرهاق الكبير للمعارضة، وهناك أدواء كثيرة سببتها السنوات الماضية، والمقاطعة سوف تعيدنا للوراء وسوف تجعل المعارضة من جديد تحت مجهر المراقبة، لا سيما إذا أضفنا الأجواء الدولية، من حيث وجود أجواء احتقان خارجي وداخلي. بينما المشاركة تعطي الفرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب الأوضاع، لكي ننطلق بصورة أكبر.

7)المشاركة تتيح فرصة استثمار أجواء الحريات والاستقرار السياسي، وهذا يعتبر مكسب، فبالتالي المقاطعة سوف تبدد هذه الأجواء.

8)وضعية المعارضة البحرينية وانشغال كل منها بحساباته الخاصة أنها قد قسمت بمستوى معين المعارضة البحرينية، مما يجعلها ضعيفة أمام الوضع الجديد، بل أن المعارضة الإسلامية ذاتها ليست بذلك المستوى من التنسيق.

9)بحسب ما يظهر بأن أغلب الجمعيات سوف تشارك.

10)البعض يحاول أن يفصل بين قضية الدستور وقضية المشاركة، بل أن المشاركة هي محاولة للتغيير من داخل المؤسسات نفسها، وتحريك عملية الإصلاح من الداخل.

11)وهذه كانت مطروحة في الانتخابات البلدية، أن مشاركة التيار الإسلامي أن يكشف حقيقة وجوده وتأييد الشارع له.

12) تجارب المقاطعة العربية التي يدعي البعض أنها تشير أن قضية المقاطعة ليست مجدية.

حجج المقاطعة، وبعدها حجج المشاركة:

1)       مقاطعة الانتخابات البرلمانية هو إعلان لاستمرارية المطالبة بالحقوق. حتى الانتخابات البلدية تمثل مشروع حكومي هو جزء من مشروع الدولة، نحن في التسعينات انطلقنا من خلال حركة شعبية، والمشاركة تعني القبول بمشروع الدولة.

2)                    المشاركة سوف تضر بالتيار الإسلامي، لأنها نوع من أنواع التخلي عن الحقوق والمطالب. الذي تم الاتفاق عليها بين الشعب ورموزه وقدمت في سبيله التضحيات والأثمان الباهظة.

3)                    هناك خوف من انقسام الرموز الكبيرة للمعارضة الإسلامية، إذ أن الكثير من العلماء والرموز يعتبرون المشاركة نوع من أنواع التخلي عن الحقوق، وبعض العلماء والرموز اضطروا لدعم قرار المشاركة بعد التهميش.

4)                    المعارضة باشتراكها في الانتخابات فإنها تدعي شئ غير موجود، تدعي أنها قادرة على تحقيق آمال نسبة كبيرة من الناس، وهذا يخالف الواقع تماما، لافتقاد البرلمان لهذه الصلاحيات.

5)  عند التأمل في الواقع الدستوري الجديد وقوانين المجلس، فإن المعارضة وإن فازت بنسبة كبيرة فإنها لن تستطيع التغيير.

6) يمكن للدولة تمرير قوانين خطيرة ومضرة تحت سمع المعارضة ونظرها، يتم التمرير من خلال المعارضة.

7)   هناك مخاوف وإن كانت بعيدة، في حصول تعديلات أسوأ من التعديلات الدستورية نفسها.

8)  إن مشاركة المعارضة انتخابيا يعني اعترافها بفشل أسلوب الضغط الجماهيري، والقبول بما تتفضل به السلطة.

9)   من المتوقع بصورة كبيرة أن يزداد واقع الحريات تراجعاً، وإذا استذكرنا الفترة من بعد الانقلاب الدستوري إلى الآن قد خلت من أي مبادرات إيجابية وكل المبادرات هي مبادرات سلبية، إذ أن الحالة السياسية العامة لا تقف على أرض صلبة، فلو شاركت المعارضة وازدادت الأوضاع سوءا فسيتم تحميل المعارضة ذلك العبء.

10)       المعارضة سوف تفقد هيبتها وحضورها رسميا وعالميا، وسوف تفهم الدولة أنه من السهل تمرير ما تريد.

11)                      المشاركة سوف تساعد في تكريس سياسة التجنيس.

12) المناخ العام في البلد ليس مناخاً إيجابياً، المواطن يراد تحويله لهيكل عظمي، البلد يراد تحويله لواحة من الفساد والفحشاء، فقبل أيام اكتشفنا بيت للدعارة يدار من قبل أشخاص من السعودية.

بيوت الدعارة، الفحشاء، مواقع الإفساد والدعارة تصل وتدخل، وهذا يضغط على المواطنين وتجعلهم يتجهون للمقاطعة.

من المفارقات العجيبة أن أب بحريني يذيب شمعة عمرة في العمل في الدوائر الحكومية، وفي النهاية يكون غير قادر على توفير المسكن الملائم والسيارة المعقولة، في نفس الوقت الذي متجنس يأتي شهر وشهرين ولديه راتب وسيارة وبيت، الأكثر من هذا أحد الأخوة التقى بشخص من الشام، فهذا الأخ الذي من الشام قال بأنه لديه جنسية بحرينية وهو لم يعش في البحرين إطلاقا، فقط والدي حصل على الجنسية وأنا حصلت على الجنسية، والآن أنا موجود في هذا البلد لأنه لديه منحة من وزارة التربية والتعليم.

أعتقد هذا المواطن البحريني الذي يعيش في ضائقة ويقارن وضعه بوضع هذا المتجنس، فليس لديه مبرر للمشاركة.

الدولة التي ليس لديها القدرة على تحمل بعض مواقع الانترنت، هل تتحمل محاسبة من نواب البرلمان؟!!

أحاول أن أعلق على حجج المشاركة، أولاً الحجة الأولى من حجج المشاركة هو التخوف من عدم تجاوب الناس، واعتقد أن نسبة 50% من الذين لم يشاركوا في البلديات رغم التحشيد من قبل العلماء.

إذاً هذه الفرضية غير واقعية.

2) أقول هذه الحجة تحتاج لتأمل، أنا أقول أن المعارضة الإسلامية من خلال توحد الرموز والعلماء ومن خلال الصلابة والشجاعة والمبدئية، اعتقد أن المعارضة هي التي ستهمش الحكومة.

هناك تهميش إعلامي وسياسي وجماهيري، المقاطعة ستهمش إعلاميا هذا صحيح، وأما التهميش السياسي والجماهيري، فلا يمكن للدولة أن تهمشها، نحن لدينا تجربة الانتفاضة المباركة، في بعض التجمعات وصل الحشد إلى 100 ألف.

إذاً المعارضة يمكن أن تقوي نفسها بمشروع سياسي واضح ومتكامل، وسوف تكون قادرة على البروز سياسيا من خلال قوة المنطق، فإذاَ إشكالية التهميش لا يمكن أن تَرِد.

3) اكتساب الخبرة، نحن في ظل هذه الظروف والأفق السياسي مغلق، فالتفكير في أن الدخول سوف يدرب جماعتنا هذا غير مقبول، هذا ليس سبب مقبول، يمكن أن تكون فائدة ولكن ثانوية.

4) استثمرا الرقابة والمحاسبة، السلطة لا تسمح بمواقع انترنت تتكلم في السياسة.

وأيضاً ماذا بعد المساءلة؟

واقعا أن المعارضة حتى لو استطاعت المساءلة فيديها مغلولتين.

5) وصول أشخاص غير مؤهلين، أقول أن القوانين التي قد تصدر من قبة هذا البرلمان المشلول هي تقوي المعارضة، كل قانون يضر بحقوق الشعب سوف يكون مادة جدية للمعارضة، لو صدر قانون أمن الدولة فهذا يثبت صحة كلام المعارضة في أن الدولة غير جادة في مسيرة الإصلاح. وهذا يعزز موقف المعارضة، ويشكل مادة جيدة للمعارضة،والمعارضة حتى لو شاركت لن تستطيع أن تمنع هذه القوانين، فبالتالي من الأفضل أن تكون بعيدة عن هذه اللعبة.

قضية الإرهاق والتعب الذي تشعر به المعارضة والأجواء الدولية، هذا صحيح ولكن المعارضة متعبة لكنها قوية، وهنا فرق، المعارضة تملك رصيد شعبي كبير، ولو توفرت القيادة المبدئية وهذا إن شاء الله موجود، المستعدة للتجاوب مع الناس، فالناس مستعدة للتجاوب معها، وبالآليات السليمة.

اليوم المعرضة متعبة ولكنها قوية، هذه المعارضة اليوم لو قررت المشاركة لأنها متعبة فهذا يعني أن هناك مشكلة سياسية في البد بدلا من حسمها نقوم بتجميدها وتأجيلها للأجيال القادمة، الأجيال القادمة لا نعرف ما هي ظروفها، هل ستكون قادرة على حسم القضية؟

المعارضة اليوم رغم تعبها فيجب أن تستمر لقيادة هذا المشروع لأنه ليس لديها خيار آخر، الخيار الآخر هو القبول بمشروع الدولة.

7) استثمار أجواء الحريات، التطور في الحياة السياسية على قسمين هناك أفقي وهناك عمودي، الأفقي هو تطور في الآليات، في البحرين لم يكن لديك جمعيات لم يكن لديك انتخابات، لم يكن هناك حرية نسبية للكلام، لم يكن لديك دستور، الآن لديك.

التطور الأعمق إذا لم يوجد فلا فائدة وهو التطور في القيم السياسية، الدولة التي لك تكن تعترف بحق المواطن تتطور وتعترف بحقوق المواطنين.

دستور 73 كان يعبر عن هذا التطور وليس فقط وجود الآليات، كان دستور 73 يفصل بين مرحة عدم اعتراف الدولة بالحقوق ومرحلة الاعتراف.

الدستور المعدل فيه تطور أفقي وليس به تطور عمودي بمعنى أن الدولة والسلطة السياسية ما زالت غير معترفة بحق للمواطن.

ففي الوقت الذي هناك انتخابات لمجوعة من الناس، هناك مجموعة أخرى تعطى حق التشريع رغم أنها غير منتخبة، إذاً هناك انتخابات ولكنها لا تعبر عن اعتراف بالحقوق وهذا ما حدث في الانتخابات البلدية، حتى قضية التجنيس، فهي أكبر انتهاك للحقوق السياسية للمواطنين، لأنك تأتي بعشرات الآلاف وبعض الأخوان يتوقع مئات الآلاف وتعطيهم حقوق سياسية، هذا المتجنس في المحافظة الجنوبية لديه حق أكبر من حق هذا الشخص الموجود في المحافظة الشمالية، وقضية التقسيم الطائفي معروفة.

إذا الحقوق السياسية غير معترف بها، فبالتالي حتى التطور في الآليات لديه أهداف، تمزيق المعارضة من خلال الجمعيات، ولو كان المراد الاعتراف بالحقوق لسمح لهم بالمشاركة في السياسة.

الجانب الثاني هو الدعاية الإعلامية، ثالثا هو حالة من حالات التنفيس.

فالآليات الموجودة الآن هي قضية مصلحية ولا تنبثق من باب اعتراف حقيقي بحق المواطن.

ولذلك تجد أن قضية الحقوق السياسية هي قضية يتلاعب بها توهب لمن تشاء وتنزع ممن تشاء.

المحاور: نفتح الآن باب النقاش لمن يريد طرح أسئلة أو مداخلات.

متداخل: الدستور هو الذي يضع قوانين البرلمان لأن المشاركة تعني الاعتراف بالدستور المعدل.

بالأمس سوسن الشاعر قالت بأن القوانين التي صدرت بعد الدستور قد قيدت البرلمان.

قضية التهميش الإعلامي، فالتهميش الإعلامي موجود الآن قبل المشاركة، من التعديل الدستوري للآن كم ندوة عقدت، لم نجد في الصحافة شئ، وشكراً

الشيخ سعيد النوري: أكبر تهميش هو أن يكون الشخص موجود ومهمش في نفس الوقت، وهذا ما سيحدث في البرلمان، حيث وجودك كحالة شكلية من غير أي مضمون.

متداخل آخر ( ميرزا): رأيي مع المشاركة وليس المقاطعة، والمعارضة في الجزائر أكبر منا ولكن أنظر لها الآن.

المشاركون لم يطرحوا رأيهم لأنهم ينتظرون رأي العلماء، حدث تحشيد هائل للمقاطعة، هؤلاء الذين يطالبون بالمقاطعة ماذا سيفعلون غدا ؟

اليوم هم في القمة، وغداً كل واحد ما يسوى آنتين.

نرجع للنقطة الأساسية: في المشاركة يكررون كلمة: نحن إذا شاركنا نكون قد اعترفنا بالحكومة، أنت تعترف بالحكومة، أحد يسأل عنك، في الحقيقة وليس في الواقع، أحد يسأل؟

ثانيا: النصوص الدستورية، من قال لك أن الحكم في الدول العربية والإسلامية يكون حسب النصوص الدستورية؟

النص الدستوري الوحيد الذي يعرفونه هو الدبابة والدولار، أمر آخر لا.

النقطة الأساسية: لماذا لا نشارك ونطالب بالحقوق من داخل البرلمان، نفترض أنهم يريدون تطبيق قانون أمن الدولة، أنت لديك خمسة عشر نائب، عشرون نائب، مع النواب وشحن الشارع تطالب بإلغاء القانون، الحجة التي ذكرها الشيخ على أساس الخارج، انتهى، الآن أنت إذا تكلمت أرسلوك إلى غوانتنامو. وشكراً، أنا مشارك وإذا قاطع العلماء سوف أقاطع.

المحامي العريض: السلام عليكم ورحمة الله، والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين، في الحقيقة يجب على أي متداخل عندما يعطي معلومات صحيحة وليس معلومات مغلوطة لتسويق فكرته، الذي ذكر الجزائر، أساساً أن السبب الرئيسي لأزمة  الجزائر هو السلطة عندما ألغت الانتخابات البلدية التي فازت بها جبهة الإنقاذ الوطني، ولهذا فإن الحل الوحيد لتهدئة الأوضاع في الجزائر أن تعترف السلطة الجزائرية بنتائج الانتخابات وتعود للوضع الذي كانت من قبل إلغاء تلك النتائج، لذلك – من وجهة نظري المتواضعة- ستعود الجزائر إلى ما كانت عليه من قبل، أما أن أقول أننا سنصبح مثل الجزائر، يا أخي هذا قد حدث وصار، ذبحونا في بيوتنا وشوارعنا، دماء سالت وأعراض انتهكت، والسلطة لو لم تكن قد اعترفت بقوة المعارضة وتأثيرها... في كل مؤتمر دولي في كل منظمة دولية لما كان مندوب السلطة يتواجد يكون مندوب من المعارضة قد سبقهم ووضح لهم كل الأكاذيب التي ممكن أن تسوقها السلطة، إلى درجة أن السلطة قد انحرجت وأصيبت بإحراج وإخفاقات كثيرة في المحافل الدولية، وأدينت في بعض هذه المحافل، إذاً يا سادتي المقاطعة أو المشاركة، من يقول أن الطائفة ستحسر بالمقاطعة، فأنا أقول له أنك ترى بعين واحدة، ومن زاوية واحدة للصورة، لكي تكون الصورة متكاملة يجب عليك أن تنظر إليها من عدة زوايا لا من زاوية واحدة، سنويا نلطم ونتباكى ونبكي والبعض يشج الهامات وتسيل الدماء، ونقف على المنابر ونقول ليتنا كنا معك سيدي ومولاي، لكنا قد فزنا فوزا عظيما، الآن هذا هو المحك، إما أن تكون أو لا تكون، فإن بصمت ستكون باصماً طول الأبد، إن انحنيت ستكون منحنيا إلى الأبد، الآن القرار سوف يؤثر إلى أجيال وأجيال، مئات السنين، من يأتي بعدك لن يستطيع التخلص مما قد تكبلهم به أنت.

سيد فيصل الطالبي: بسم الله الرحمن الرحيم، السؤال الأول لسماحة الشيخ، أنت قلت أن الأمة تعبت ولم تضعف، هي تعبانة وليست ضعيفة، أما كيف ننفخ فيها، وبأي روح فلم تذكر.

الأمر الثاني: سماحة الشيخ لنكن واقعيين، والواقعية لا تعني الاعتراف بالواقع إنما تستغل أدوات الواقع لتصل إلى مرادك، ولا تتحول الواقعية إلى وقيعة، سماحة الشيخ لنقر أن الشارع لم تحركه الدوافع السياسية، حركه الحرمان أكثر مما حركه الإيمان، إلى الآن لا نعلم ما هي صلاحيات البرلمان، معظمنا لا يعلم صلاحيته، نقطة أخيرة: الأخ يستشهد بكربلاء، ولكن كربلاء لا تعني حربا حربا حتى النصر غداً، إذا ربطنا تضحياتنا وما قدمناه بهذه الفترة الزمنية فلسنا كربلائيين، ولسنا سياسيين محنكين.

 

عبد الجليل خليل: في نظري، أولا: التعديل الدستوري وما جاء بعده أتصور أنه مرفوض جملة وتفصيلا من مختلف المقاطعين والمشاركين، المحك هو أين تكمن المصلحة، هي عملية موازنة بين الأضرار والمنافع.

ثانيا: فضيلة الشيخ قال بأن أصحاب المقاطعة يمتلكون كل أدوات المقاطعة خارج البرلمان في حين أن المشاركين لا يملكون كلمة المقاطعة، فرق كبير، قد يدخل الناس البرلمان وهم يملكون أدوات داخل البرلمان وخارجه، ويمكن أن يستفيدوا من جميع الوسائل السلمية التي طرحها الشيخ وهم داخل البرلمان.

ثالثا: الطرحان وهما المقاطعة والمشاركة بنيا على أساس وحدوية الموقف، في حين أتصور أن البدائل التي يجب أن تكون بالمشاركة، ناس يشاركون بحكم قناعتهم وناس لا يشاركون بحكم قناعات أخرى، لماذا كل الناس يزج بهم في موقف محدد؟ أما الشرق أو الغرب؟

رابعا: وجود الشيخ كنائب في جمعية التوعية، ما كان ينبغي أن يدخل الجمعية إذا افترض أن التقدم أو الإصلاح حدث على مستوى أفقي، وبالتالي هذا يساعد الدولة إعلاميا وخارجياً.

خامسا: يقول الشيخ أن كل الذين يتحدثون يدعون للمقاطعة، وهذا كلام سليم، هناك ناس يتحدثون في الخفاء، الذين يريدون أن يدخلوا وعندهم اعتبارات وقناعات لا يطرحونها علنا ربما خوفا من الاتهامات، أو خوفا من عملية مصادرة الرأي، وهذا في حقيقة الموقف هو خلل منهجي، لأننا نحن في حاجة للاستماع لكلا الرأيين من أجل مصلحة الأمة، أما إذا اتجهنا رأي محدد فقط فهذه مشكلة صعبة.

أخيرا: أتصور أن المعارضة في البحرين أخفقت، إسلامية وغير إسلامية، لم تستثمر حتى موضوع المقاطعة، الندوة التي عقدت في جمعية الأطباء، حتى رسالة لم توجه للسلطة، للآن الجمعيات لا تدري تدخل أو لا تدخل والانتخابات على الأبواب، أحد رؤساء الجمعيات قالها بالحرف الواحد: إلى الآن ليست لدينا صورة واضحة. وهذا خلل في العمل السياسي، وشكراً.

سيد هادي: أنا أعتقد أن الفرصة قد سنحت لمناقشة رأي المقاطعة أكثر من المشاركة مما جعل رأي المقاطعة قد ترسخ أكثر من رأي المشاركة، ذلك أن الذين كانوا يتبنون رأي المشاركة قد وصموا بالعمالة، إضافة أن الذين يتبنون رأي المقاطعة يذكرون عبارات جدا جدا جدا قوية وحادة، يعني أن الذي يدعو للمشاركة مخملي أو أنه يفتض ضمير الأمة، عبارات شاذة قوية، خصوصا إذا علمنا أن الداعي للمقاطعة رأيه يقوم على واقع نحن نراه ونحسه، والناس تفهمه بكل سهولة، أما الذي يدعو لطرح المشاركة فهو يبني على أساس ما يأمل، يعني أمور غيبية صعبة التناول، ومن الصعب أن يقنع الجماهير، أعود إلى ما ركز عليه الشيخ وهي نقطة الجماهير، الجماهير هم في النهاية يعيشون سيكولوجية، واقع تقلب، المراهنة على الجماهير تحتاج إلى عناصر كثيرة، العنصر الهام هو الشخصية الكارزمية البارزة، التي لها درجة من التأثير، الذي يأمر بمستوى الفتوى، ونحن نعلم ماذا فعل السيد الإمام الذي كان لكلامه ذلك التأثير.

لا أقول أنه ليس لدينا تلك الشخصية الكارزمية، ولكن ليست تلك الشخصية بالدرجة التي تجعل من الرأي الشعبي موحد للوصول إلى نقطة يفترضها صاحب الرأي الذي قول نعم.

نقطة أخرى ما ذكر من أمر وهو افتراض قيام قانون أمن الدولة، هناك ظروف موضوعية مهمة جدا تختلف عن ما حدث في عام 1975م، المجلس الوطني في البرلمان السابق قام على أساس تكتلات نخبوية، والآن الكل يعلم الكثير من أمور السياسة، الأمر الذي يجعل قيام قانون أمن الدولة منتفي من أساسه، المسألة التي أريد قولها هي أنه كما أن دستور 1973 والذي جاء من خلاله قانون أمن الدولة فما أدرانا أن دستور 2002 ممكن أن يتولد من خلاله قانون أمن الدولة، يعني ما الفرق بين الدستورين، هناك عوامل يجب التركيز عليها هو التركيز على خلق الثقافة الشعبية وردم الهوة فيما يتعلق بذلك الشامي الذي يعيش في بلده ويحصل على منحة دراسية، أعتقد أن سبب ذلك هو وجود هوة، أعتقد أن الحكومة لا تستطيع أن تنفي هذه الرؤوس، كما أن هذه الرؤوس لا تدعو لنفي الحكومة وإسقاطها، وما مطالبتنا بدستور 73 إلا لتكريس الحكومة، فإذا كان هذان القيدان موجودان فلا خيار لنا إلا ردم هذه الهوة التي ندفع ثمنها نحن، في النهاية نخن الذين ندفع الثمن، أعتقد أن خطابنا كمعارضة لا يرتقي للمطلوب، نحن نقول يا وزارة الدفاع يجب عليك توظيف العاطلين، يوجد معنى أكبر من هذا، فيما يتعلق بالعمل في وزارة الدفاع، نحن نقول يا وزارة الدفاع نحن نريد أن نكون مدافعين عن هذا الوطن، أنا لا أتابع مسألة الراتب أو البطالة، ولكن أقول أريد أن أقف جنبا إلى جنب مع أخي السني للدفاع عن الوطن، هذا الخطاب هو الذي يستخدم، هذا هو العراك السياسي.

أخيراًُ: النقطة التي أريد طرحها هي أن هجومنا على دستور 2002 لم يكن بالمستوى المطلوب، أن عدم الدخول أو الدخول لا يمكن التيقن يقينا كاملا بنتائجهما.

الشيخ سعيد النوري: التعليق الأول الذي قاله أنه لم يذكر حجة واحدة للمشاركة، ما ذكره ليست حجج، نحن نتكلم عن ذات الحجج سواء طرحت في الوقت الصحيح أو لا، وهل أن انتهاك حقوق شعوب أخرى يبرر لنا المشاركة؟

القضية الأخرى وهي قضية الجزائر، أنا استغرب من هذا الربط، الحركة الإسلامية في الجزائر أن جزء منها يمكن استثماره واستغلاله وجره للعنف.

نحن في البحرين الوضع مختلف، شعب البحرين لا يمكن أن يقارن، بينما يوجد في الجزائر جزء تكفيري، في البحرين نحن لدينا شخصيات كبيرة يحترم الشارع كلمتها، من أول أولويات المقاطعة هي وجود القيادة والحالة الجماهيرية.

2) الأخوة الذين تكلموا عن المقاطعة لم يصدروا قرار، الذي حدث في البلد أن الجمعيات السياسية الكبيرة لم تصدر قرار، ما حدث أن الجمعيات لم تمارس عملها الطبيعي، فالأخوة الذين تحدثوا عن المقاطعة كانوا يريدون ملئ الفراغ الواضح في الساحة وعلماء الدين محجمين، فكان لابد من إثراء الحوار، وكان يجب على الطرف الآخر أن يشارك في الحوار، وما حدث كان إيجابي، ونحن نعلم أن في الانتخابات البلدية لم نعطَ الفرصة للنقاش، فأريد في الانتخابات البرلمانية أن تشارك الجماهير في الحوار، وما حدث أن الناس أبدت وجهات نظرها، لكن الشيء غير المنطقي هو أن الطرف الآخر لم يتكلم، أما ما يقال عن الاتهامات فأنا اعتقد – وهذا رأيي الشخصي- أن الأخوة الذين قالوا بالمشاركة لو أصروا على موقفهم وطرح رأيهم، لصار هناك مجال كبير لهذا الرأي.

3) الأخ الذي قال أني طرحت رأي المشاركة أكثر من رأي المقاطعة، طرحت رأي المشاركة باعتبار كما ذكرت، لأنه فعلا ساحتنا الاجتماعية لم يطرح رأي المشاركة بصورة فاعلة، ولكن نقاط المقاطعة هي أقوى وكافية لترجيح هذا الرأي.

4) أقول بأنه يجب أن يكون لدينا حد أدنى حقوقي، يجب أن لا نكون براغماتيين بصورة مطلقة، براغماتية مطلقة معناها أنك إنسان ليس لديك أدنى مستوى من المبادئ، يجب أن يكون هناك حد أدنى من المبادئ، إن وجدت تشارك وإن لم توجد لا تشارك، أن الحد الأدنى من الحقوق غير موجود في الواقع، أنا ركزت على أن السلطة السياسية لم تعترف حتى الآن بأن للمواطنين حقوق سياسية، هذا الاعتراف غير موجود، دستور 2002 ليس به غير اعتراف شكلي، لا يوجد اعتراف حقيقي، كل ممارسات الدولة تشير لهذا الأمر، فأنت إذا لم يكن هناك اعتراف بالمبدأ، فإن مشاركتك تعني أنك توافق على أن لا يعترف حتى بالحد الأدنى من الحقوق الشرعية، وتوافق على تكريس هذا الأمر، وتوافق على الدخول في اللعبة السياسية رغم أنك تعرف مسبقاً أن السلطة السياسية لا تعترف لك بأصل وجود حقوق سياسية، واحد من الأخوة يقول أنه ليس من المهم أن تعترف لي السلطة بمبدأ وجود حقوق سياسية، أقول إذا ما هو المبدأ الذي يحكم في أمر الحقوق السياسية؟

إذا من الممكن أن تقبل أي شئ، غدا عندما تلغي الدولة نفس الانتخابات، هل أنك سوف ترفض هذا الواقع أو تقبله؟

أنا أقول أن من يقول هذا الكلام سوف يقبل، سوف يقبل حتى نفس إلغاء الانتخابات!!!

إذاً ما هو معيار القبول والرفض، غير واضح، أنا أقول أن الأخوة الذين يقبلون بالدخول في لعبة سياسية غير معترف لهم بالوجود السياسي، ممكن أن يقبل أي شئ، لأن المعايير غير واضحة.

نحن نقول أن هناك معايير واضحة، وهي اعتراف الدولة جديا بأن لنا حقوق سياسية، يبقى أن الآليات فهي غير مهمة عندما يتم الاتفاق على الجوهر.

5) نحن لدينا الكثير من التجارب التي لم تدرس، نحن لدينا تجربة المغرب التي لم يتحدث فيها أحد، عندما قاطعت الجمعيات بطرق حضارية، وزعيم المعارضة هو الآن رئيس الوزراء، بغض النظر عن اكتمال الحالة السياسية.

لماذا تأتون بتجارب ربما تدعم وهي لا تدعم أبدا ولا ترتبط بتجربة البحرين.

الآن نأتي إلى التجربة المصرية، وأيضا أنا أتعجب من الربط، الإخوان المسلمين لم يشاركوا في اللعبة السياسية، لأنهم أصلا لديهم مشكلة أيديولوجية في فكرة الديمقراطية، وكانوا يرفضون التعددية الحزبية ووجود الأحزاب، هذه هي مشكلتهم والآن تطور وضعهم وهم يريدون أن يشتركوا.

فما هو وجه الربط بين الإخوان في مصر وبين البحرين؟

نحن نتعامل مع الديمقراطية مع آليات وليس كرؤية حضارية، الوضعية مختلفة تماما، ثقافة العنف غير واردة في البحرين، الأخوة الذين يقولون بأن الدولة ممكن أن تجر الساحة إلى العنف هذا هو اعتراف منهم بأن الدولة غير جادة، وهي فعلا تريد أن تتصيد.

6) أقول أن كل تجارب التاريخ تثبت أن عمليات الإصلاح السياسي لا تتم من داخل الدولة، فتش في العالم ولن ترى، وهذه سنة للتاريخ، إلا إذا كان الحاكم ملاك أو نبي، أما تجارب التاريخ فتقول أن عمليات الإصلاح تتم من خلال الضغط، تجارب التاريخ تقول، وتاريخ البحرين أيضا، متى جاءت الدولة وقالت أنها تريد أن تؤسس لإصلاحات؟ بعد الانتفاضة.

هناك نوعان من السلطة، سلطة تتقرب لها وتتحبب ممكن أن تقربك، ولذلك يوجد في الفقه السياسي، السيد الإمام رحمة الله عليه يقول أنه إذا كان من المفيد التحبب للحاكم فيجب عليك أن تتحبب له وتتودد.

وهناك سلطة من نوع ثاني وهي أنها كلما توددت لها قمعت، كلما انتهكت حقوقك، ادرس تاريخ البحرين، نحن الآن ألم نوافق على الميثاق، هذه أكبر تضحية قدمناها للحكم رغم الغموض الذي كان يكتنف بعض ما فيه، فما الذي حدث، الذي حدث هو الانتهاكات الحقوقية الكبيرة لنا، الآن بعد الانقلاب الدستوري الأمور تتجه نحو الأسوأ رغم أن المعارضة تحاول التهدئة، المعارضة تتحبب وتتودد ورغم ذلك الطرف الآخر يصعد، يجنس لتغيير المعادلة السكانية رأسا على عقب، هناك قلب للدستور وقلب للواقع الاجتماعي، حتى نكون محاصرين، فبالتالي الطرف الآخر يصعد كلما ألنت وكلما تحببت كلما أدار لك ظهره، هذا يعني أن نوعية السلطة التي لدينا ليست من النوع الذي يفيد فيه التحبب، هذا لا يعني العنف ولكن الضغط، وتجربة الانتفاضة أثبتت هذا الشيء، أنت عندما تضغط تحدث توازن سياسي يضطر الطرف الآخر أن يحدث لك حساب، لذلك أقول أننا يجب أن ندرس التاريخ.

7) ما هي آليات الإصلاح؟ الأخوة الذين يقولون بالمشاركة، ما هي الآليات التي يمكن من خلالها يمكن تطوير الحالة السياسة في البلد؟

بعض الإخوان قال أنت يمكن أن تضغط في داخل البرلمان والخارج، أنا أقول أنك إذا اعترفت بهذا الدستور، ونوابك أقسموا بالإخلاص لهذا الدستور، بأي حق أنت تطالب بتعديله، نظام المجلسين من المواد التي لا تقبل التغيير.

8) نحن عندما نطالب بالمقاطعة لا نطالب بمقاطعة باهتة، يمكن للحركة المعارضة أن تقاطع التجربة البرلمانية على الأقل لدورة برلمانية واحدة، وتنظر لهذه التجربة، والمتوقع أن هذه التجربة سوف تتآكل من الداخل، نحن لم نبدأ الآن وها قد لاحت تناقضاتها، لو بدأت سوف تظهر بصورة أكبر حالات التاقض وسوف تتآكل من الداخل، ونحن ننتظر تآكل هذه التجربة ونستثمر هذا التآكل، وهذه التناقضات السياسية من خلال مشروع سياسي واضح وقيادة واضحة، وكل تآكل وتناقض في هذه التجربة هو يصب لصالحنا، واسمحوا لنا على هذا الإطالة. وصلي اللهم على محمد وآل محمد.

الأسبوع القادم مع السيد كامل الهاشمي ونقد الحداثة والحداثيين.